ورد ذكر مدينة دمنات وقصبتها في مذكرات الرحالة الفرنسي شارل دوفوالمدينة مقر قائد يسيّر الإقليم التابع لها والذي تحده قبائل السراغنة شمالا، وانتيفة وأيت بوعلي شرقا، والمنحدرات العليا للأطلس الكبير جنوبا، وقبيلة زمران غربا
ويحيط بدمنات حزام مستطيل الشكل من أسوار مسنّنة تجهزها دكّة رمي الرصاص وتحصنها بأبراج، وكلها في حالة جيدة، وليس بها لا ثغرات ولا أجزاء مخرّبة، وللمدينة 3 بوابات، وللقصبة حزامها الخارجي وتحميها خنادق، وهذه الخنادق هي الوحيدة التي شاهدتها في المغرب، وعرضها ما بين 7 و 8م وعمقها من 4 الى 5م، يملؤها الماء جزئيا، وفي وسط هذا المحرز شيد المسجد الكبير ودوار القائد، والباقي بنايات متواضعة مطلية باللون الأسمر الداكن، باستثناء المئذنة ودار القائد فهي ذات طلاء أبيض بالجير، وتحتل المزروعات جزءا من ثلث مجال المدينة غير المبني مع ساحة السوق، ولا توجد بتاتا لا أرض بور ولا أطلال، ومظهر المدينة عليه ثراء
ويبلغ عدد سكان مدينة دمنات 3000 نسمة تقريبا ضمنها 1000 يهودي ليس لهم ملاح بل يسكنون بين المسلمين حيث يعاملونهم بطيبوبة استثنائية
وللعلم فإن دمنات وصفرو هما المدينتان الوحيدتان في المغرب حيث يسعد اليهود أكثر من غيرهما، والغريب أيضا أن المدينتين متشابهتين في الموقع والمجال والثراء والتجارة والبيئة الجميلة، أي أن مثل صفرو لفاس كمثل دمنات لمراكش
وتمتاز تجارة دمنات بالرواج، تقصدها قبائل الأطلس والصحراء (دادس وتودغة) لتتزود بالمواد الأوروبية والمواد المصنوعة بالمدن المغربية من أنسجة قطنية وسكر وشاي وعطور ومجوهرات وأحذية والحبوب، وبالمقابل تحمل هذه القبائل الى دمنات الجلود والصوف والتمور، لكن عندما أرسل المخزن أحد الأمناء الجشعين أثر في حركة تجارة دمنات بفرض ضريبة تعسفية مرتفعة الى أن هجر تجار القبائل سوقها وتحول نشاطهم الى مراكش مباشرة
وتحيط بدمنات حدائق غناء جذابة ورائعة، وهي من أوسع بساتين المغرب، ومن أشهرها بساتين (أيت أوعاودانوس) والتي كانت في ملكية فلاح ثري اسمه (علي أولحسوب)، وهي عبارة عن غابة أشجار الزيتون القديمة وأشجار الفواكه العتيقة، لكنها تعرضت للإتلاف بعد أن نكب المخزن صاحبها بغتة نظرا لنفوذه الواسع في المنطقة، فألقي القبض عليه وأرسل الى سجن الجزيرة بموكادور (الصويرة)، واشتهر في معتقله باسم الدمناتي، ومكث في السجن عدة سنوات، ولم يطلق سراحه الا بعد أن تنازل عن جميع ممتلكاته، إلا أنه لم ينعم بحريته إذ مات فور خروجه من باب مدينة الصويرة نظرا للوهن الشديد الذي أصاب صحته
------------------------
المصدر: التعرف على المغرب لفوكولد – ترجمة ذ/ المختار بلعربي
---------------------------كو عندما زارها سنة 1884م فقال: أقمت في دمنات، هذه
ويحيط بدمنات حزام مستطيل الشكل من أسوار مسنّنة تجهزها دكّة رمي الرصاص وتحصنها بأبراج، وكلها في حالة جيدة، وليس بها لا ثغرات ولا أجزاء مخرّبة، وللمدينة 3 بوابات، وللقصبة حزامها الخارجي وتحميها خنادق، وهذه الخنادق هي الوحيدة التي شاهدتها في المغرب، وعرضها ما بين 7 و 8م وعمقها من 4 الى 5م، يملؤها الماء جزئيا، وفي وسط هذا المحرز شيد المسجد الكبير ودوار القائد، والباقي بنايات متواضعة مطلية باللون الأسمر الداكن، باستثناء المئذنة ودار القائد فهي ذات طلاء أبيض بالجير، وتحتل المزروعات جزءا من ثلث مجال المدينة غير المبني مع ساحة السوق، ولا توجد بتاتا لا أرض بور ولا أطلال، ومظهر المدينة عليه ثراء
ويبلغ عدد سكان مدينة دمنات 3000 نسمة تقريبا ضمنها 1000 يهودي ليس لهم ملاح بل يسكنون بين المسلمين حيث يعاملونهم بطيبوبة استثنائية
وللعلم فإن دمنات وصفرو هما المدينتان الوحيدتان في المغرب حيث يسعد اليهود أكثر من غيرهما، والغريب أيضا أن المدينتين متشابهتين في الموقع والمجال والثراء والتجارة والبيئة الجميلة، أي أن مثل صفرو لفاس كمثل دمنات لمراكش
وتمتاز تجارة دمنات بالرواج، تقصدها قبائل الأطلس والصحراء (دادس وتودغة) لتتزود بالمواد الأوروبية والمواد المصنوعة بالمدن المغربية من أنسجة قطنية وسكر وشاي وعطور ومجوهرات وأحذية والحبوب، وبالمقابل تحمل هذه القبائل الى دمنات الجلود والصوف والتمور، لكن عندما أرسل المخزن أحد الأمناء الجشعين أثر في حركة تجارة دمنات بفرض ضريبة تعسفية مرتفعة الى أن هجر تجار القبائل سوقها وتحول نشاطهم الى مراكش مباشرة
وتحيط بدمنات حدائق غناء جذابة ورائعة، وهي من أوسع بساتين المغرب، ومن أشهرها بساتين (أيت أوعاودانوس) والتي كانت في ملكية فلاح ثري اسمه (علي أولحسوب)، وهي عبارة عن غابة أشجار الزيتون القديمة وأشجار الفواكه العتيقة، لكنها تعرضت للإتلاف بعد أن نكب المخزن صاحبها بغتة نظرا لنفوذه الواسع في المنطقة، فألقي القبض عليه وأرسل الى سجن الجزيرة بموكادور (الصويرة)، واشتهر في معتقله باسم الدمناتي، ومكث في السجن عدة سنوات، ولم يطلق سراحه الا بعد أن تنازل عن جميع ممتلكاته، إلا أنه لم ينعم بحريته إذ مات فور خروجه من باب مدينة الصويرة نظرا للوهن الشديد الذي أصاب صحته
------------------------
المصدر: التعرف على المغرب لفوكولد – ترجمة ذ/ المختار بلعربي
---------------------------كو عندما زارها سنة 1884م فقال: أقمت في دمنات، هذه
1 التعليقات:
ليس جميلا المووع
إرسال تعليق